3,840 Views
1 Favorite
Uploaded by Ayyoub Ajmi on
We're fighting for the future of our library in court. Show your support now!
إنه الشيخ محمد الحريزي المعروف بالمارشال قبو المتوفى بتاريخ الرابع عشر يناير من عام ألف و تسع مائة و أربعة و سبعين بمنزله المتواضع بزنقة الديوانة المتاخم لقوس باب الديوانة بالدار البيضاء .
ينعته العارفون بالحقل الفني بسيد العازفين الشعبيين على آلة الكمان في عصره من غير منازع يذكر ، و شيخ شيوخ العزف المرساوي في كل الحقب . اقترن اسمه بأسماء وازنة في الساحة الفنية على رأسها أمهر عازفي العود : بوشعيب زليكة ، و الفنان الذرة : بوشعيب البيضاوي ، ناهيك عن الأصوات النسوية المتألقة على عهده مثل : فاطمة المرينية ، و فاطمة المزابية ، و ميلودة الدرنونية ، و ميرا الدرنونية ، و ميلودة الحداوية ...
لقد ذاع صيت المارشال قبو رفقة صديقيه بوشعيب و زليكة في كل الأرجاء ، و كانت أعمالهم تحفا رائعة من كنه العيوط المرساوية ، و يعود إليهم الفضل في إخراج الأغنية الشعبية من حلقات الأماكن العامة و المواسم ، و إدخالها بيوت و قاعات أفراح كل المغاربة بدون استثناء . هؤلاء و غيرهم من الرواد الأوائل قيل عنهم : إنهم جعلوا من فن العيطة مجالا أكاديميا خصبا و فنا جماهيريا مستمدا من خزان ذاكرة عموم الناس .هذا دون أن ننسى كونهم من رجال المقاومة المخلصين للوطن ، و الذين دعموا الفدائيين من مالهم الخاص ، و هذا يسري على كافة أفراد مجموعتي بوشعيب البيضاوي للغناء و المسرح ، و نذكر هنا: أحمد القدميري ، و عبد الرحيم الصويري ، و أوزود بوجمعة ، و عبد السلام المكناسي ، و لمفضل الحريزي الملقب ب : (أمي الهرنونية ) ، و الراحل البشير العلج ...
من تحفه الفنية مع الثلاثي : خربوشة – ركوب الخيل – دابا يجي يا الحبيبة – موالين الخيل – دابا يعفو دابا يتوب – دموع الحب – نغدرو كيسان – خوتنا يل لسلام – فيناهما ...و اللائحة طويلة . كما لا يذكر المارشال قبو إلا و تذكر معه التعريضة الشهيرة بالخمسة و الخمسين ، التي لا زالت تصدح بها الحناجر في بيوت الفرح المغربي حتى اليوم .
و يرى بعض الباحثين أن بسطاء الناس بالدار البيضاء ، في تلك السنوات البعيدة ، نكاية بالحماية الفرنسية الغاشمة هم الذين رقوا محمد الحريزي من رتبة شيخ شعبي إلى رتبة مارشال ، ليؤكدوا للمحتل أن الشيخ قبو أحب إلى قلوب الناس من كل جنرالات فرنسا !! و علق أحدهم ساخرا من مكر الزمن و جحود الإنسان :عاش الراحل قبو أواخر أيامه منزويا في ركن ركين من بيت متداع للسقوط ، تكرمت عليه أريحية سلطات سيدي بليوط في أحد مهرجاناتها بأن علقت على الجانب الأيسر من باب هذا البيت ، الذي كان يقطنه كمكتر لا كمالك ، لوحة تذكارية من ألمنيوم ، ما لبثت أن اقتلعتها أيادي صغار الحي ليحولوها إلى لعبة ، أو ليبيعوها لتجار الخردة مقابل بقششيش لن يكفيهم شر إملاق ليلة !!! من يصدق أن المارشال رحل جائعا في صمت و تجاهل ؟؟!!
ت : إدريس الهراس
الفقيه بن صالح في خريف 2008
************
This item was originally published in settatbladi.org Portal of l'Aita and folk song of Morocco online since 2007.
3,840 Views
1 Favorite
Uploaded by Ayyoub Ajmi on